تتمتع القيادة العظيمة بالعديد من السمات والتأثيرات الإيجابية على مجموعة من الأشخاص ، ولكن التأثير الأكثر إيجابية الذي يمكن أن يمتلكه القائد على أتباعه هو تشكيلهم ليصبحوا هم أنفسهم قادة عظماء. هذا هو أفضل تأثير للقيادة الجيدة.
على سبيل المثال ، إذا كان لدى الشركة رؤساء تنفيذيين و يمثلون في سلوكهم قادة جيدين ، فإن احتمالية نمو الأعمال تكون أعلى بكثير. وبالتالي ، سيتعين توظيف أشخاص جدد بسبب عبء العمل المتزايد.و الذي ينمو بشكل مظطرد
إذا توسع عمل الشركة و نما أكثر ، فإن هؤلاء الأشخاص الذين كانوا موظفين جدد سيصبحون في مرحلة ما قادة لموظفين جدد أخرين ، والذين قد يصبحوا بعد ذلك في مرحلة معينة لاحقة ، مديرين و قادة للكثير من الموظفين ، و هكذا و ما إلى ذلك. كل موظف ذو أقدمية و كفائة يخلف قائده السابق في سلسلة مسترسلة حسب نمو المنظمة .
الموظفون كقادة المستقبل
هذا أمر مهم للغاية خاصة إذا أصبحت الشركة أو المجموعة كبيرة ونمت لمئات أو آلاف الموظفين ، سيصبح من المستحيل على الرئيس التنفيذي (القائد الرئيسي) للشركة أن يكون على اتصال بشكل متكرر مع جميع موظفيه.
إذا تعمد القائد احتكار القيادة رغم نمو الشركة و زيادة عدد موظفيها، فإنه سيواجه خطرا حقيقيا يتمثل في كثرة الضغوط عليه و زيادتها تدريجيا إلى المستوى الذي لا يطاق، حيث سيصاب بمشاكل صحية من إرهاق و ضغط عصبي و نفسي .و هنا إما أن يعترف بضريبة عناده، و خطئه و يصحح المسار في إطار انتقال القيادة ، أو أنه سيواجه مشاكل جمة ستؤثر سلبا عل نتائج الشركة و تراجعها مما يعني تعريض مستقبله المهني كقائد للخطر .
هذا هو السبب الرئيسي الذي يجعل من المهم تشجيع الموظفين الآخرين أو أعضاء المجموعة على أن يصبحوا قادة بأنفسهم ، بحيث يمكن تكليفهم بواجب الإدارة بعد نظجهم في تحمل المسؤولية عن التدبير و عن رفاهية عمالهم.
الذكاء الإداري هو الإعتراف بقدرات الكفائات و أنه ليس هناك شخص ضروري سيمثل القيادة إلى الأبد .هذا مستحيل.
القيادة يمكن أن تلقن و تدرس لموظفين لهم الكفائة و التجربة و القابلية للتطور ، و مشهود لهم بحسن تدبيرهم ليصبحوا ا قادة. ، المهم توفر شروط المحاسبة و الإختبار في كل مرحلة من مراحل التطور
هذا هو الاستنتاج الذي توصل إليه سيمون سينك ، أحد أشهر خبراء القيادة ، والذي اقتبس من روبرت دنبار وقال :
“لا يمكنك الحفاظ على أكثر من 150 علاقة وثيقة. بسبب عاملين اثنين :
- أحد العوامل المحددة هو الوقت ، إذ ليس هناك وقت كاف للتواصل.
- والعامل الآخر هو الذاكرة : إذ لا يمكنك تذكر الجميع.
هذا هو السبب الذي يجعل من الأمور المهمة في ذكاء التدبير هو تشجيع العمال الطموحين والأكفاء على أن يصبحوا قادة بأنفسهم. و هذا الأمر يعتبر مهما للغاية للمجموعات والشركات الكبيرة.
القادة كثوار
تخيلوا شابًا ثوريًا شجاعًا يناضل من أجل قضايا نبيلة في إطار سياسي من أجل تغيير حالة بلد فاسد مثلا . يتمتع القائد الجيد بالقدرة على تشجيع الآخرين على النهوض و الإنخراط في التغيير سياسيا ، ومن ثم يقوم أولئك الذين اقتنعوا بخطابه، بنشر رسالته مرة أخرى إلى المزيد والمزيد من الناس وتعبئتهم لإستقطابهم لحزبه من أجل التغيير .
يمكن للمجتمع الذي يضم عددًا أكبر من القادة الذين لديهم نوايا صادقة وإيجابية، أن ينموا ويخلقوا مكانًا رائعًا للعيش بتظافر جهودهم و انخراطهم في التغيير السياسي . على الرغم من أن ذلك قد يبدو خياليًا ، إلا أنها تبقى حقيقة ممكنة.إذا توافرت أبسط ظروف الديموقراطية و حرية التعبير .
قال نابليون بونابرت حولةالقيادة : لا نحكم شعبا إلا بأن نريه المستقبل ، القائد هو تاجر الأمل.