هل للذكاء جانب واحد فقط ،يمثله أم أن له جوانبا عديدة كخاصية ذاتية ؟
على مر السنين ، كان هناك نقاشا مستمرا وحيويا حول هذا الموضوع ، و بالذات داخل المجتمع العلمي . اقترح العالم البريطاني تشارلز سبيرمان أن هناك عامل ذكاء عام ، مهيمن يعرف باسم : جيم و هو العامل الذي يحكم جميع القدرات المعرفيةالمختلفة. لماذا جيم ؟ ، فقط لأنه أخذ اختصارا بالحرف الأول لكلمة : جينيرال أنتيليجانس و التي تعني الأنجليزية : الذكاء العام .
ما هو الذكاء العام ؟
يعتبر الذكاء العام هو وجود قدرة ذهنية تؤثر على الأداء و على المستوى المعرفي. كما ذكرنا سابقًا ، كان تشارلز سبيرمان هو من افترض الذكاء العام في سنة 1904 و الذي يشار إليه أحيانًا باسم عامل: جيم ، على الرغم من أنه يمكن أيضًا تسميته ببساطة بالذكاء.
بغض النظر عن تسميته ، فوفقًا لسبيرمان ، في الوقت الذي يتفوق شخص في مجالات محددة ، لا يزال من الممكن له أن يقوم بعمل جيد في مجالات أخرى بالتوازي . الحقيقة أنه من الشائع و الأرجح أكثر، أن يتفوق شخص متخصص في مجالات معينة .
على سبيل المثال ، من المرجح أن يكون الشخص الذي يتفوق في الاختبارات اللفظية، قادرًا على إجراء اختبارات أخرى و هو .
نفس الشيء الذي ينطبق على الرياضيين.
ليس هناك ما يضمن أن لاعب كرة القدم المتميز سوف يتفوق بنفس القدر في التزلج على الجليد مثلا . لكن ، لاعب كرة القدم الجيد هو رياضي و له لياقة بدنية جيدة ، وهذا يزيد من فرصه في أداء المهام البدنية بشكل أفضل، مقارنة بأولئك الذين ليس لديهم نفس القدرة البدنية .
المفهوم الأساسي هنا ، هو أن الذكاء العام أو عامل جيم ، له تأثير على الأداء في المهام الإدراكية المختلفة.
تستخدم غالبا اختبارات الذكاء السيكومترية أو البسيكوميترية عند البعض، لقياس عامل جيم، إذ تعتبر الأكثر استخدامًا و المقياس الأكثر دقة للذكاء.
تمكنت التحسينات و التطورات في تقنيات التحليل المختلفة وتراكم البيانات على الاختبار المعرفي من الحفاظ على الدور المركزي للذكاء وتمهيد الطريق لمفهومه الحديث.
بصرف النظر عن تقديم مفهوم الذكاء العام ، لعب سبيرمان أيضًا دورًا في تطوير تحليل العوامل ، وهو شكل من أشكال التقنية الإحصائية.
تتضمن هذه الطريقة، استخدام عناصر اختبار مختلفة لقياس القدرات المشتركة. على سبيل المثال ، يمكن للشخص الذي يؤدي أداءً جيدًا أثناء اختبارات القراءة والفهم، أن يكون له أيضًا أداء مثاليا أثناء الاختبارات اللفظية.
هذا يعني أن الذكاء العام للشخص يؤثر على جميع المهام المدرجة في الاختبارات الذكية. يُعتقد أن الاختبارات الحديثة للذكاء مثل اختبار : ستانفورد بينيه : الذي يركز على قياس العوامل المعرفية المختلفة تشكل نتيجته الذكاء العام للشخص المختبر .
تشمل هذه الاختبارات ما يلي: :
- اختبار يتضمن القدرة على حل المسائل العددية
- المنطق الكمي
- التفكير المرن لحل المشكلات
- المنطق السائل
- المعرفة
- القدرة على نسخ الأشكال المعقدة ووضع الألغاز معًا
- المعالجة البصرية المكانية
- الذاكرة العاملة
- معرفة الشخص بمواضيع مختلفة
- سعة الذاكرة قصيرة المدى مثل تكرار القائمة
التقييم النقدي لعامل جيم
تظل فكرة قياس الذكاء برقم واحد، بناءً على اختبار معدل الذكاء مثيرة للجدل ، حتى يومنا هذا. هذا هو السبب الذي يجعل الكثير من علماء النفس يسخرون أحيانا من مفهوم العامل جيم
اقترح عالم النفس الشهير هوارد جاردنر : “ نظرية الذكاء المتعدد” مقابل نظرية الذكاء العام لسبيرمان.
يتكون ذكاء جاردنر هذه المرة ، و حسب تصوره من قدرات في مجالات مختلفة، مثل الذكاء المكاني، والذكاء الرياضي المنطقي وغيرها.
المصداقية و الفعالية
يعتبر علماء النفس بشكل عام أن اختبارات نسبة الذكاء تتمتع بمصداقية إحصائية مرتفعة. تشير المصداقية المرتفعة إلى أنه على الرغم من تنوع نتائج من يخوضون نفس الاختبار و في ظروف مختلفة، وعلى الرغم من اختلاف نتائجهم عندما يخوضون اختبارات مختلفة عند نفس العمر، إلا أن النتائج تتفق مع بعضها بشكل عام، وباختلاف الأوقات.
مثل كل الكميات الإحصائية، نجد أن كل تقديرات الذكاء لها خطأ معين يقيس عدم التأكد في التقدير
. في الاختبارات الحديثة، نجد أن عامل الخطأ يبلغ ثلاث نقاط. يرى علماء النفس بشكل عام أن نتائج اختبار نسبة الذكاء تتمتع بمصداقية إحصائية كافية للعديد من الأغراض العملية