تتطلع المنظمات جميعاً إلى تعظيم ربحيتها وزيادة فاعليتها الانتاجية، حيث تستخدم العديد من الطرقّ في زيادة فاعلية تلك المنظمات من أجل زيادة حصتها السوقية ولخلق منافع أكبر للمستهلكين والمستخدمين والمستعلمين إلا أنها جميعاً كانت ذات جدوى محدودة…وبذلك عادت تلك المنظمات إلى خلق ميزة تنافسية كانت أهمها تخفيض الكلفة من أجل رفع القدرة الشرائية لدى الزبائن عن طريق تخفيض الأسعار… ولأجل الوصول إلى هذه النتيجة وجدت المنظمات كافة أنها ومن الضروري العودة الى مزيجها التسويقي وملاحظة العناصر التي يمكن التحكم بها والسيطرة عليها هادفة تخفيض الكلفة وزيادة الفاعلية… حيث من المعروف لدى جميع المختصين أن هناك مزيجاً تسويقياً مؤلفاً من أربعة عناصر أساسية والتي عُرفت بـ 4Ps وهي المنتوج Product والسعر Price والترويج Promotion وأخيراً المكان Place . والحقيقة أن العنصر المتمثل بالمكان يعني التوزيع المادي أو Physical distribution حيث كلفة الأخير تتمثل بـ:1- كلفة النقل2- كلفة المخازن3- كلفة العمليات المتعلقة بالطلب وكذلك المعلومات4- كلفة متعلقة بالتجزئة5- كلفة نقل أو مناولة المخزون الإنتاج المراد توزيعه والذي ابتدأ بمواد أولية وانتهى بمواد تامة الصنع بعد عمليات التصنيع التي أجريت عليه تم نقله وتخزينه. ولعبت الكلفة الدور الكبير في تحديد أسعار الوحدة الواحدة منه. كما وأن عملية التصنيع تلك لم تأتِ منعزلة ومنفردة بل اشترك العديد من الإفراد والإدارات بالشركة أو المنظمة في وظائف الشراء واختيار الموردين أو المجهزين واختيار تجار الجملة والتجزئة المناسبين وصولاً إلى الزبون.وهذه الأدوار تمثلت بالتالي:1- إدارة علاقة الزبون2- إدارة خدمات الزبون3- إدارة الطلب4- إدارة تدفق التصنيع5- التزويد6- تطوير المنتوج والمتاجرة7- إدارة أو قناة المرتفعات. الإدارات السبع المذكورة آنفاً هي التي شكلت بمجملها إدارة سلاسل التوريد.وبشكل عام تعاني المنظمات كافة من مشاكل عديدة تتعلق بإدارة كل من التزويد (اللوجستك) وسلاسل التوريد، ناهيك عن شمولية الفهم لموضوع التزويد وسلاسل التوريد بين أوساط المتعلمين والمثقفين.
سيتناول هذا الكتاب بعضاً من عناصر تلك الأدوات خاصة ما هو متعلق بمعرفة مفردات التزويد (اللوجستك) وتحليلاً لبعض عناصر سلاسل التوريد حيث تشكل هذه العناصر والتعامل معها أساسًا في توليد ميزات تنافسية للمنظمة حيث تستطيع المنظمة من خلالها تخفيض أسعارها وزيادة حصتها السوقية.وتعاني المنظمات كافة وخاصة في البلدان النامية الكثير من المشاكل المتعلقة بإدامة المخزون وقضايا الشراء والمعرفة الحديثة بإدارتي سلاسل التوريد والتزويد..، مما يتوجب على هذه المنظمات من وضع الأساليب الناجعة للسيطرة على المخزون واستخدام تلك الإدارات الفاعلة في المجالات كافة.ولذا، فإن المنظمات المختلفة (منظمات البيع بالتجزئة والمنظمات الصغيرة والكبيرة الصناعية بكل أنواعها) بحاجة إلى الإدارة الجيدة للمخزون لأسباب عديدة وبما يحقق قناعة الزبون. ومن هذه الأسباب هي:أولا: تمثل الموجودات المخزنية حجما كبيرا من الموارد المالية ورأس المال وغيرها المستثمرة في المنظمة. فمثلاً، في المنظمات الصناعية ، تشكل الموجودات المخزنية من المواد فقط ما يزيد على نصف التكلفة الكلية للعمليات.ثانيا: تؤثر مستويات المخزون عادة على كافة أبعاد العمليات اليومية للمنظمة.ثالثا: يعتبر المخزون السلاح القوي في عالم المنافسة والذي تستخدمه الكثير من المنظمات.وأخيرا: يعتبر المخزون من أكثر المسائل أهمية التي يتوجب السيطرة عليها في العديد من المنظمات.وقد حضيت إدارة المخزون وكلف مناولتها بالرعاية والاهتمام الكبيرين في المنظمات كافة وخاصة في المنظمات الصناعية في الوقت الحاضر . كما وأن سياسة المخزون الصفري أصبحت تمثل المرحلة الأكثر شيوعا ما بين المنظمات وكذلك الهدف الأكثر أهمية في المنظمات الصناعية بخاصة منذ عقد الثمانينات من القرن العشرين.ولتحقيق هذا الهدف ، يتطلب تقليل واختزال مستويات المخزون خلال العمليات الإنتاجية بواسطة تقليل مقدار (أو حجم) المواد الأولية والأجزاء المشتراة Purchased Parts والوحدات المجمعة Assemblies Units وذلك عن طريق التوريد المباشر من الموردين (أو المجهزين) باستخدام أدوات اللوجستك وسلاسل التوريد الفاعلة، وكذلك تقليل كمية المواد تحت الصنع Work-in-process ما بين العمليات والمراحل الإنتاجية Less Inventory . ويجري تحقيق ذلك عن طريق استخدام جدولة الإنتاج الفورية Just-in-Time Scheduling مثلا ، بالإضافة إلى تقليل كمية المنتجات النهائية في المخازن عن طريق التعجيل (أو الإسراع) في عمليات شحنها وتوريدها إلى المستهلك النهائي ومن خلال إدارة التزويد (اللوجستك) . وتعتمد عملية تقييم أداء إدارات المخزون في الوقت الحاضر على معيار دوران المخزون Inventory Turnover الذي يحدد على أنه التكلفة السنوية للمبيعات مقسوما على متوسط قيمة المخزون Average Value of Inventory . فمثلا ، حققت شركة تيويوتا لصناعة السيارات في اليابان حوالي (35) دورة للمخزون بالسنة الواحدة مقارنة مع شركة جنرال موتورز الأمريكية التي حققت فقط ثمانية دورات لمخزونها . وقد حققت شركة تيويوتا ذلك من خلال استخدامها لفلسفة الجدولة الفورية للإنتاج في إدارة موجوداتها المخزنية.وبالنظر للتغيرات الكبيرة التي تحدث في المداخل والأساليب المختلفة التي تستخدمها إدارة المخزون في الوقت الحاضر ..، فإن هذا الكتاب سوف يبحث بالتفصيل المسائل المتعلقة بإدارتي التزويد (اللوجستك) وسلاسل التوريد والقرارات ذات العلاقة بهما من خلال الفصول ذات الصلة.وقد أصبحت هذه المفاهيم من الأهمية بمكان بحيث أدخلت ضمن المناهج والخطط الدراسية في معظم الجامعات بالعالم ونأمل أن ينتبه إليه عالمنا النامي. وقد بذلنا جهودا في محاولة لجعل هذا الكتاب سهل القراءة من قبل أبناءنا الطلبة والدارسين والباحثين في هذا المجال من خلال تبسيط شرح وتوضيح المفاهيم التي تضمنها.