لم يكن التغيير في يوم من الأيام مطلبا بحد ذاته، بل يأتي في الغالب استجابة لضغوط البيئة الخارجية التي تستوجب تبني إستراتيجية تغيير مناسبة لمواجهتها مثل الشح في مصادر التمويل، او التوجه نحو سوق جديد أو عملاء جدد داخليا أو خارجيا، أو الحاجة الملحة لزيادة الإنتاجية من السلع والخدمات وحل ما يعيقها من المشاكل، أو المحافظة على روح الخلق والإبداع في المنظمة وغيرها.
ويعتبر التغيير في المنظمات عملية طبيعية يتطلبها نمو المنظمة وانتقالها من مرحلة إلى أخرى في دورة حياتها، كأن تتحول المنظمة من مستجيب للأحداث ( Reactive) بعد وقوعها إلى مبادر يعتمد في استجابته على التخطيط الواعي والاستعداد المسبق. ولا يمكن للتغيير أن يتم إلا إذا توفرت النية عند الإدارة العليا للتغيير مما يجعل المنظمة أكثر استجابة للتغيرات أو الضغوط التي تنشأ في البيئة الخارجية.
والتغيير ليس عملية سهلة، بل يتطلب تخطيطا واعيا وجهودا مكثفة لإدارة التغيير من جهة ، ومواجهة المقاومة التي يبديها الأفراد ومعالجة الآثار الجانبية المترتبة على ذلك مثل تدني الثقة والروح المعنوية من جهة أخرى. ويأتي التغيير بمعنى التجديد الذي يتضمن عملية تغيير راديكالي يتطلب تصميم الإدارة العليا على مواجهة التغييرات البيئية ومساندة الجهود في ذلك معنويا وإداريا وفنيا.
عدد الصفحات : 393
الحجم : 9 ميجا