يقبل علينا الصيف و نودعه ككل فصل من فصول السنة أو ككل شهر من السنة.لا اختلاف من ناحية دوران عجلة الزمان و لكن هل فكرنا يوما ما الحصيلة من هذا التسابق الزمني على المستوى الفردي و الاسري و المهني؟ . :هل طرحنا السؤال كيف يمكن أن نجعل الصيف فرصة للاستراحة و أخذ النفس لاستقبال عام جديد و لكن أيضا كيف نجعله فرصة ذهبية و محطة للاستفادة لكي تكون الحصيلة مربحة من كل الجوانب ؟.
ان الفرد لا يمكنه أن يكون عبثيا فيضيع وقته كاملا في الاستراحة و لا يمكنه أن يستغله كاملا في الأشغال و الأمور المتعبة لأنها محطة أخذ النفس و الاستعداد لسنة جديدة بأعبائها و مصاعبها تتطلب التهيء البدني و النفسي لتحمل مدة عام كامل.انها مرحلة الصيانة للجسم و النفس تتطلب التوقف عن الضغوط بكل أشكالها فلا يكلف الله نفسا الا وسعها. اذ لا يمكنك أن تلوذ بنفسك الى التهلكة فتقزم طاقتها و ترهق قوتها الى حالة من لا قدرة و عجز دائم عن مسايرة الحياة و الاحالة على التقاعد المبكر عن أداء أمانة الحياة و تحمل مسؤولياتها .
نعم من أهم النصائح المقترحة لقضاء عطلة صيفية مفيدة وممتعة يمكن أن نحدد ما يلي :
- وضع خطة، تُحدد فيها الأنشطة التي تفضل ممارستها أثناء العطلة الصيفية، وكيفيّة قضاء الإجازة.
- القراءة والمطالعة؛ خصوصاً الكتب والمجلات العلمية؛ إذ تعدّ المطالعة من أهمّ الأنشطة التي تجمع بين المتعة والفائدة.
- متابعة البرامج التعليمية التي يتم عرضها على القنوات الفضائية، أو على شبكة الإنترنت.
- الاهتمام بمتابعة الندوات والأنشطة الثقافية.
- تحديد برنامج لممارسة التمارين الرياضية المفضلة بانتظام طوال العطلة.
- وضع برنامج لانجاز رحلات ترفيهية مناسبة للحالة الاجتماعية و لدخل الفرد ،مع التركيز على زيارة المناطق الأثرية برفقة الأهل أو الأصدقاء.
- تنظيم ساعات النوم دون المبالغة فيها؛ فزيادة ساعات النوم تزيد الشعور بالكسل، وتضيّع الوقت بلا فائدة.
- وضع برنامج لقرائة القرأن و الاطلاع على فهمه من خلال أحد تفاسيره .
- صِلة الرّحم، وزيارة الأهل والأصدقاء.
- تعلم احدى اللغات الأخرى، أو دورات تعليم الرسم أو السباحة .
- ممارسة الأعمال التطوعية و الاجتماعية، مثل: زيارة بيوت رعاية الأيتام، أو زيارة دار المسنين وقضاء بعض الوقت معهم.
- مساعدة الأهل في الأعمال المنزلية، والمساعدة في صيانة المنزل إذا لزم الأمر.
من الوسائل التي ابتلينا بها في عصرنا و أصبحت تلازمنا كظلنا أو كجزء من جسمنا و خصوصا في العطل : الهواتف النقالة أو الحواسيب المصغرة. التي استعمرتنا فرديا و قللت من تفاعلنا الاجتماعي و تركيزنا في وقت الفراغ. فلا تكاد تجد فردا و لا طفلا الا و هو منهمك في تصفح هاته الأجهزة مدة طويلة تلهيه عن نفسه و عن محيطه و عن مجتمعه فيضيع الوقت تضييعا مفرطا و يغيب فرص الاستفادة منه كليا و للأسف الشديد .
ان الحروب و الاستراتيجيات المدمرة للانسان اليوم لا تقع في الواقع و لا تضيع الاموال و الوسائل لذلك, بل تكفلت بها هاته الأجهزة لتحملك الى عوالم أخرى تحبسك فيها و تضيق عليك حرية الاختيار بل تستعمرك أي استعمار بسلبك حرية القرار في نفسك و تحديد أولوياتك و تفعيل برامج معينة في حقل التجارب الذي هو نفسك . فمن أوجه الاستعمار التكنولوجي اليوم للشعوب هو سلب ارادتها و حبس طاقتها وراء هذه الشاشات فيصبح الانسان شبيها بانسان مخدر لا يميز بين الصالح و الطالح و لا بين الصالح و الأصلح.
فنقترح عليك أخي ,ان كانت هذه معضلة العصر , و لا نستطيع التخلي عنها جزئيا على الأقل أن نستفيد منها في العطل ايجابيا . فمثلا يمكنك اليوم أن تتكون مجانيا و في أي مادة تجهلها من خلال منصات للتكوين المستمر تستطيع أنت و أبناؤك الاستفادة منها و الحصول على شواهد مرموقة من جامعات و مؤسسات دولية مرموقة قد تكون أحسن دليل على انك نجحت في قضاء عطلة مفيدة لجسمك و عقلك .
فيمكنك أن تختار لنفسك و لابنائك تكوينا مهما على احدى هذه المنصات المجانية , لا تتعدى مدته 4 أسابيع مع مدة عمل و دراسة لا تتعدى 5 الى 6 ساعات أسبوعيا في مشارب علمية تهمك و تهم أبنائك في المسار العلمي و العملي . فمن المواقع الممكن زيارتها و الاستفادة على سبيل المثال لا الحصر موقع : سراج العلم و المعرفة الذي يحيلك على أهم المنصات و المواقع العالمية حسب المجالات العلمية و يتوفر على رصيد مهم من الاخبار المفيدة التي تتجدد دوريا و أسبوعيا .
كل هذه المقترحات و البرامج المحددة في أول العطلة هي قابلة للتقييم في أخر العطلة فتطرح على نفسك السؤال نفسه : ماذا حققت من البرامج المسطرة في بداية العطلة؟ . ان أنت حققت 50 % أو أكثر, فانك قد غنمت و نجحت في قضاء عطلة مفيدة .
فالعبرة بتحقيق شيء ما مهم و مفيد للفرد و الاهل و للمجتمع و ليس تحقيق كل البرامج رغم أنه يبقى هدفا نبيلا و مثاليا ان هو تحقق في أرض الواقع.
حتى لا نودع العطلة خاويي الوفاض و لكي لا نكون عدميين, استفد أخي من وقتك و استثمره على الوجه الامثل فانه خلق للاستغلال لا للتضييع , فهو عمرك ,هو أنت قبل كل شيء . جدوعة رشيد – 30 يوليوز 2018