ها نحن نودع سنة 2018 بافراحها و ألامها بنجاحاتها و اخفاقاتها ككل سنة .كل واحد و ظروفه و كذلك حصيلته . هل فكرنا في استجلاء الدروس و العبر للاستفادة منها في السنة المقبلة و خططنا بكل ذكاء و عزيمة على استغلال الوقت استغلالا جيدا يعود علينا بوافر النتائج الايجابية على الصعيد الشخصي و المهني و الأسري و حتى المجتمعي للتطور المستمر . الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك و السنوات لا اختلاف بينها. يقول الشاعر في اهمية الوقت :
الوقـتُ أغلى من اليـاقـوتِ والذهـبِ***ونـحن نَـخســرهُ فـي اللهـوِ واللعـبِ
وسـوف نُســأل عـنـه عـنـد خـالقِـنـا***يوم الحسـابِ بذاك المـوقـفِ النّشـِبِ
نلهـــو ونلعـــبُ والأيـــــامُ مــدْبِـرةٌ***تجريْ سراعاً تُجِدُّ السيرَ في الهربِ
والـفــوتُ مـقـتـرِبٌ والموتُ مرتقِبٌ***والحـالُ منـقـلِبٌ والنـاسُ في لـعــبِ
وقـد نســـيـنـا مـن الأيــام أطــولـهـا***يومَ الحسابِ ويومَ العرضِِ والكربِ
خـمـســون ألفاً من الأعــوام يِعْدِلُـها***مـمــّا نَعـُدّ مــن الأيـــــام والحــِقـب
والشمسُ فوق رؤوسِ الناس تحرقهم***ولـيـس يحْجـُبُـها شـيءٌ مـن الحُجبِ
والـنــــار مـوقـــدةٌ واللهُ أوقـــدهــــا***وقـودُها النـاسُ لـمْ توقدْ من الحطبِ
فـاعْـملْ لنفسـك وأْمَلْ في السلامة لا***تركنْ إلى النومِ أو تشـكو من التعبِ
فإنـمـا أنـت مَـجــْزِيٌّ بـمــا عـمـلـتْ***يـداك فاعـمـلْ لهـا في رفعـةِ الرتبِ
وإنما الفـــوز فيـمــا كـُنـتَ تـعمــلـهُ***مـخـافةَ الله لا فـي الجــاهِ والنـســبِ
لـوْ أنـها تنفــعُ الأنســابُ صــاحـبَها***شـيـئـاً لَـمـَا كـان مـذمـومـاً أبو لهبِ
نحن فقط الصانعون و المحددون لحصيلتها بمجهودنا التخطيطي و عزيمتنا فنجعل منها تارة سنة حصاد وافر و تارة سنة منتوج هزيل يعكس تكاسلنا و ضعفنا التخطيطي بل يعكس قلة ذكائنا في التعاطي مع الحياة . فلنلق نظرة على ماهية التخطيط و اهميته في حياتنا لعل الفرصة مواتية و لعل الظرف مناسب للاستفادة و شحن الهمم .فالشخص الذي سيغير حياتك من سنة الى أخرى هو فقط انت و لا احد غيرك . فانت صانع نفسك و محدد مصيرها .اما الى نبوغ و رقي و تطور و اما الى خنوع و تراجع و تقاعس . فما هو التخطيط :
مفهوم التخطيط؟
عرف أحد الباحثين التخطيط بأنه: منهج يتضمن عدة إجراءات لتحقيق غايات وأهداف مرغوب فيها ويشمل التنبؤ وتحديد الأهداف والاستعداد لمواجهة المستقبل في ضوء الإمكانات المتاحة ورسم السياسات والإجراءات ووضع البرامج الزمنية لتنفيذ الأعمال.
فالتخطيط إذن هو عملية دائمة مادامت الحياة من خلالها تستطيع أن تجيب على أسئلة من نوعية ماذا سنفعل وكيف ومتى وأين؟ حتى نحقق الهدف الذي وضعناه مسبقا، إذن عملية التخطيط تسعى إلى تحديد الهدف وكيفية تنفيذه بالإمكانيات المتوفرة لديك ومتابعة عملية التنفيذ وتقييمها، وذلك لتحقيق الهدف في فترة زمنية معينة.
أهمية التخطيط في حياة الإنسان؟
الإنسان صاحب الأهداف لابد له من تخطيط حتى يحقق ما يصبو إليه، وتكمن أهمية التخطيط في ما يلي:
• من خلال التخطيط تستطيع تحقيق أهدافك.
• يوضح التخطيط مراحل العمل والخطوات اللازمة للتنفيذ.
• تستطيع كذلك معرفة نقاط قوتك وضعفك وإمكانياتك.
• التخطيط يزيد من كفاءتك، ويولد لديك روح المبادرة.
• من خلال التخطيط تستطيع متابعة خطوات تحقيق الهدف.
• التخطيط يجعلك تستطيع اتخاذ قرارات أفضل.
• التخطيط يوفر لك الكثير من الوقت والجهد والمال.
• يجنبك التخطيط الوقوع في الأخطاء.
• يساعدك التخطيط على رسم صورة مستقبلية واضحة.
لماذا لا يثق كثير من الناس في التخطيط؟
أسباب ترك التخطيط
كثير من الناس لا يخططون لحياتهم، أو يعتبرون التخطيط لحياتهم أمرا ليس بالمهم ولا يجدي شيئا وذلك لعدة أسباب منها:
• الاعتقاد بأن التخطيط في الحياة هو أمر خاص بالرجال ذوي الأعمال المهمة أو الذين يمتلكون مؤسسات أو شركات أو الأشخاص المشهورين فقط.
• عدم معرفتهم بكيفية التخطيط.
• الخوف من الالتزام أو التقيد بالمهام.
• عدم وجود أهداف محددة.
خطوات التخطيط الناجح؟
• رصد الوضع الحالي بدقة بسلبياته وإيجابياته.
• تحديد ما تريد تنفيذه من أهداف.
• يجب أن يكون الهدف الذي تعمل عليه واضحا ومحددا وقابلا للتحقيق.
• تصميم طريقة لتنفيذ هذا الهدف مع الوضع في الاعتبار كيفية التنفيذ وتحديد إمكانياتك والعوائق التي قد تقابلك والبدائل والزمن المناسب للتنفيذ مع متابعة ما تم تنفيذه.
صفات المخطط الجيد
الشخص الذي يخطط لحياته لا بد أن يكون واقعيا، ينظر للأمور بنظرة واقعية يعرف جيدا إمكانياته والوسائل المتاحة لديه، كما ينبغي أن يكون مرنا في مواجهة العوائق وإيجاد البدائل والحلول عندما يواجه مشكلات في تحقيق أهدافه وتنفيذ ما خطط له، وعند التخطيط لا بد أن يكون الشخص متأنيا صافي الذهن حتى يستطيع تقدير الأمور جيدا، ويكون قادرا على تحديد أولويات العمل ومعرفة العمل المهم والأكثر أهمية، كذلك ينبغي أن يكون الشخص ذا همة عالية يستطيع بها تنفيذ ما قام بالتخطيط له، فهناك الكثيرون من يخططون ثم لا يتابعون ما خططوا له.
و اخيرا نحيلكم على تكوين جيد و مجاني تحت منصة ادراك بعد التسجيل تحتها , لمن يريد الاستفادة اكثر و الحصول على شهادة في ادارة و تنظيم الوقت ستجدون رابطه في الأسفل , و كل عام و أنتم بالف خير مع تحقيق كل متمنياتكم و السلام .
شهادة في التخطيط و تنظيم الوقت
جدوعة رشيد – 31 ديسمبر 2018