تم تأسيس الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي في مطلع العام 2003 كمؤسسة بريطانية خيرية غير ربحية Charity تعنى بالتعليم المفتوح و التعلم عن بعد بمساهمة نخبة من الكوادر العلمية من النخب العربية التي هاجرت إلى المملكة المتحدة بالتعاون مع نخبة من الآباء المؤسسين في حقل التعليم المفتوح و التعليم عن بعد من مواطني بريطانيا الأصليين و المؤمنين بضرورة التفاعل الحضاري بين الشعوب. وكانت تلك المجموعة ترنو بشغف إنساني عميق إلى تطوير الحالة العلمية في العالم العربي من خلال تعريب أحدث النماذج التعليمية في العلوم المعاصرة المعتمدة في المملكة المتحدة وتقديمها إلى الطلاب من أبناء العالم العربي بالإضافة إلى تطوير منظومات عربية متكاملة في ميدان جودة الأداء المهني للفئات المهنية الراقية في الدول العربية ( مدراء، محاسبين، مهندسين، خبراء الموارد البشرية، خبراء السلامة و الصحة المهنية … إلخ) بالاستناد إلى أرقى المعايير المعمول بها في المملكة المتحدة والذي يعزز في نهاية المطاف حركة التطور الراهنة في المجتمعات العربية للحاق بمسيرة الركب العالمي والدول المتقدمة و الذي تستحقه الأمة العربية بتاريخها المضيء و شعبها المبدع المعطاء.
وكما شكلت ثورة الاتصالات ومنجزات ثورة المعلومات قفزة استثنائية في التاريخ الحضاري المعاصر، فقد كانت الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي إحدى المؤسسات البريطانية الرائدة التي قامت باستثمار تلك المنجزات بشكلها الأمثل والأكثر جدوى بما يخدم متطلبات تطوير إمكانيات عقل الإنسان المبدع والمنتج والتي استقت منها الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي منهجيتها في تنفيذ برنامج الماجستير في إدارة الأعمال MBA بمختلف تخصصاته الفرعية الفريدة بالتعاون مع نخبة من الهيئات التعليمية و الجامعات البريطانية ، والذي شكل نجاحه المنقطع النظير إنجازاً غير مسبوق في ميدان التعلم والتعليم عن بعد ومختلف أنظمة التعليم المفتوح المعروفة في الدول العربية ، حيث تمخض عنه خلال السنوات العشرة السابقة من عمر الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي قوة جبارة تمكنت من تجاوز العقبات البنيوية الصعبة في العالم العربي والتي تعيق استفادة أبناء العالم العربي من إمكانيات الدراسة والتحصيل العلمي في العالم الغربي وهو حقيقة ما تفخر به إدارة الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي من خلال الآلاف من خريجيها ابتداءً من الدفعة الأولى المتخرجة من برنامج الماجستير في إدارة الأعمال MBA في العام 2004 وحتى الوقت الراهن والذين يشغلون في الوقت الحالي أرقى المناصب المهنية والوظيفية بالاستناد إلى مؤهلاتهم العلمية المعتمدة بأعلى شكل دولي من قسم الاعتماد القانوني في حكومة المملكة المتحدة و ممثل جلالة ملكة بريطانيا العظمى في الحكومة البريطانية و قسم الاعتماد الدولي في وزارة الخارجية البريطانية وجميع سفارات الدول الأجنبية في العاصمة لندن.
وتجتهد إدارة الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي في تعريب وتطوير منظومات دراسية و بحثية متميزة باللغة العربية في ميدان العلوم المعاصرة و خاصة في الحقول الإدارية و المحاسبية و الهندسية و علم النفس وجميع تخصصاتهما الفرعية بالاستناد إلى المنظومات المتعارف عليها في المملكة المتحدة بعد تعريبها و إعادة صياغتها بما ينسجم مع متطلبات الطالب و الباحث العربي واللغة العربية كحامل أساسي للإبداع والتحصيل والبحث العلمي للطلاب من أبناء الدول العربية . كما تجتهد إدارة قسم التعليم المجاني في الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي كذلك في تعريب العديد من البرامج الدراسية المقدمة بشكل مجاني تماماً من خلال موقعها الإلكتروني لجميع الطلاب العرب مع التركيز في نفس الوقت على تطوير ملكة اللغة الإنجليزية لدى الدارسين في جميع البرامج التي تنفذها الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي، بما يضمن إتاحة وتقديم المعارف العلمية المعاصرة في بريطانيا باللغة العربية مع التركيز على قدرة جميع الطلاب على التفاعل الحيوي مع اللغة الإنجليزية والذي يؤسس بالنتيجة لخلق فئة متعلمة ومستنيرة تستطيع المساهمة بشكل فعال في عملية البناء والتنوير في العالم العربي.
كما تقوم إدارة الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي بالتنسيق الدائم والعضوي مع إدارة البورد البريطاني للمحترفين في المملكة المتحدة بتطوير منظومات عربية متخصصة بجودة الممارسة المهنية للفئات المهنية الراقية في العالم العربي (مدراء ، محاسبين ، مهندسين ، ، خبراء السلامة و الصحة المهنية ، خبراء الموارد البشرية …إلخ )وذلك لتسهيل انضمام تلك الفئات العربية إلى العضويات المهنية المرموقة في المملكة المتحدة في العديد من التخصصات المهنية الأكثر طلباً في السوق العربي والعالمي بما يخدم في المآل الأخير جهود التنمية و التطوير في المجتمع العربي الكبير من المحيط إلى الخليج.
و يقوم النهج الفكري و التطبيقي في الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي على مجموعة من المرتكزات والثوابت المنهجية التي تقوم بنظم استراتيجيات العمل القريبة والبعيدة في الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي كما تشكل تلك المرتكزات الأدوات الأساسية التي تستخدمها إدارات وأقسام الأكاديمية لتنفيذ حزمة الأهداف التنويرية التي تسعى إليها في الوطن العربي، وفيما يلي نبذة مختصرة عن منهج العمل في الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي.
أولاً: الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي مؤسسة غير ربحية:
تقوم الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي بتوظيف كافة الأرباح المادية التي تتحصل عليها في تغطية نفقات المشتغلين فيها سواء بعقود دائمة أو بعقود مؤقتة، واستثمار أي فائض مالي بعد ذلك في إطلاق مشاريع تنموية وتنويرية تخدم أوسع شريحة ممكنة من أبناء الوطن العربي من قبيل تعريب نخبة البرامج الدراسية في المملكة المعتمدة وتقديمها كبرامج دراسية مجانية لجميع من يرغب الاستفادة منها من أبناء العالم العربي .
ثانياً: طموح التنوير والنهضة في الوطن العربي طموح مستمر لا ينقطع:
تنظر إدارة الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي إلى أن جهود التنوير والنهضة في الوطن العربي وإن خبت أو أسدل الستار عليها لأسباب معقدة في تداخلها وتفاعلاتها فإن ذلك الطموح يبقى طموحاً حياً و مشروعاً ومنظوراً إليه على أنه طموح لجميع أبناء هذه الأمة العربية الذين يستحقون الحياة في منظومة اجتماعية أفضل تحقق إنسانيتهم وسعادتهم وارتباطهم العضوي بالمجتمع الذين يعيشون فيه ليصبح بحق وطنهم الذين يؤمنون به ويجاهدون لبنائه والحفاظ عليه دون أن يكون الوطن مفهوماً مجرداً غير مرتبط بالواقع العياني المشخص للفرد الذي يعيش فيه.
ثالثاُ : توحيد طاقات الباحثين والعلماء العرب في المهاجر واجب ضروري لا محيد عنه:
تنظر الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي إلى أن توحيد طاقات العلماء والباحثين العرب في دول المهجر واجب أساسي يشترط القيام به للحفاظ على ارتباط هؤلاء العلماء بأوطانهم التي هاجروا منها في معظم الأحيان لأسباب موضوعية تتعلق بظروف استثمار طاقاتهم في الوطن العربي، ولذلك تعقد الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي مؤتمرات وندوات دورية تجمع فيها العديد من العلماء والباحثين العرب المقيمين في المملكة المتحدة لتكون نافذة للتواصل المشترك ومدخلاً لتوحيد الجهود الواجبة على كل عالم عربي مقيم في المهجر في مساعدة أبناء وطنه الأم في التعرف والاستفادة من العلوم المعاصرة التي يتم العمل بها في دول المهجر .
كما تهدف الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي إلى إنشاء مجموعات عمل من الباحثين والعلماء العرب في دول المهجر تقوم بتنسيق جهودها المشتركة ضمن مشاريع عمل جماعية تطمح بأن تساهم في تعزيز جهود النهضة والتنوير في الوطن العربي، وحيث كان من أول تلك الجهود هو تعريب نخبة من البرامج الدراسية في ميدان تقنيات المعلومات وهندسة الشبكات نظراً للأهمية الاستثنائية التي اكتسبتها تقنيات المعلومات في القرن الواحد والعشرين وتقديم هذه البرامج بشكل مجاني إلى جميع من يرغب بالاستفادة منها عن طريق موقع الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي.
رابعاً: التعليم باللغة العربية يجب أن يكون متاحاً للجميع:
تنظر إدارة الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي إلى أن التعليم باللغة العربية وهي اللغة الأم لجميع أبناء الوطن العربي الكبير هو التعليم الأمثل والأكثر نجاعة وقدرة على خدمة المجتمعات العربية حيث أن التعلم باللغات الأجنبية وعلى الرغم من الأهمية الرفيعة لتفهم وتعلم اللغات الأجنبية يبقى قاصراً عن تمكين المتعلم من التعامل مع كافة الحيثيات اليومية في عمله الواقعي في مجتمعه ويعيق تواصله مع الفئات والشرائح الأخرى في المجتمعات العربية التي لا تعرف لغة أجنبية ومن هنا تنظر الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي إلى أهمية و محورية ضرورة تطوير منظومات تعليمية متكاملة باللغة العربية من خلال تعريب أفضل المنظومات التعليمية الموجودة في العالم المتقدم وإعادة صياغتها وتوطينها معرفياً بحيث تتواءم مع طبيعة اللغة العربية واحتياجات المجتمعات العربية.
خامساً: جسر الهوة الحضارية مع العالم المتقدم مهمة ليست مستحيلة:
تنظر الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي إلى أن الهوة الحضارية الموجودة بين مستوى النمو المعرفي في الوطن العربي ونظائره من الأمم في العالم المتقدم هي هوة قابلة للتجاوز نظراً لكونها نتيجة طبيعية للظروف القسرية التي أعاقت نمو المجتمعات العربية منذ نهاية الحرب العالمية الأولى وحتى الوقت الراهن، وأن ذلك التجاوز لا يمكن أن يتم إلا من خلال تضافر الجهود بين جميع الفئات التي يمكنها المساهمة في جسر تلك الهوة الحضارية من خلال تمكين الإنسان العربي من إنتاج أدوات التقدم الحضاري وليس شراؤها من العالم المتقدم لاستثمارها فقط كما حدث وللأسف في منجزات ثورة الاتصالات خلال العقد الأخير من الزمن في الوطن العربي. ولذلك تهدف الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي في مجمل جهودها الراهنة إلى توطيد ثقافة إنتاج الحضارة في المجتمعات العربية من خلال العمل على تشكيل فئة مستنيرة ومتعلمة بأحدث العلوم العصرية التي يمكن من خلالها توطيد أسس و مرتكزات إنتاج الحضارة من صلب المجتمعات العربية وليس استيرادها فقط بغرض الاستثمار المؤقت لها والذي شكل منفذاً مهولاً لهدر الثروات العربية وكوّن فئة من المستهلكين العرب المبهورين بمنجزات الحضارة في العالم المتقدم دون أن يعرف أي منهم أي شيء عن كيفية إنتاج هذه المنجزات الحضارية.
سادساً: الاجتهاد في التنوير في المجتمعات العربية واجب على كل القادرين عليه:
فالتنوير هو جهد حضاري مستمر واجب على كل القادرين عليه ، حيث أنّ انقطاع الجهد التنويري المتميز في العالم العربي هو مقدمة لظهور كل النزعات غير الحضارية وما تؤسس له من أزمات بنيوية ووظيفية في المجتمعات العربية ، ولذلك إنّ العمل في تأسيس حركة تنويرية علمية ثقافية اجتماعية في العالم العربي هو واجب لا يمكن التخلي أو التراجع عنه.
سابعاً: الأمة العربية أمة حية لازالت تعطي الوجود الإنساني منذ الألف الخامس قبل الميلاد:
إنّ الأمة العربية هي أمة حيّة ، ولغتها العربية تمثل إحدى أهم لغات العالم الحية ، وإحدى أهم الخازنات لتراث عظيم لازالت جميع الأمم الحية تنهل منه ، وإنّ الاقتناع الراسخ بذلك هو مقدمة جوهرية تؤصل للنضال ضد فكرة الانهزام التاريخي للأمة العربية ، وإنّ الاستناد إلى منجزات ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات سوف يمكن بشكل كبير و سريع من الإسهام في جسر الهوة الحضارية بين العالم المتقدم والعالم النامي ، وبالتأكيد يحتاج ذلك إلى عملية طويلة ومتواصلة من عملية توطين المعارف المعاصرة لتتناسب مع احتياجات الوطن العربي ، ولكن ذلك لا يحدو إدارة الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي إلى اليأس أبداً وإنما إلى التذكر و التذكير دائماً بأن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة وأنّ الثمار اليانعة تحتاج إلى سنين طويلة بعد الغرس حتى يحين قطافها.
ثامناً : التطوير و التخطيط العلمي و شرط لنجاح أي من الجهود النهضوية في الوطن العربي:
إن تطوير البنى المؤسسية التي تسهم في نقل أي مجتمع من حيز النمو العفوي إلى حيز النمو المنتظم تمثل خطوة جوهرية و لازمة في عملية النهضة و التطوير في المجتمعات العربية ، و تمثل مهمة تطوير معايير جودة حقيقية و قابلة للتطبيق في ميدان الأداء المهني بمختلف أشكاله للفئات المهنية الرفيعة في المجتمعات العربية ( مدراء ، محاسبين ، مهندسين ، حقوقيين ، خبراء السلامة ، خبراء الموارد البشرية… إلخ) إحدى الخطوات الجوهرية الواجب القيام بها في أي مشروع تنموي في الوطن العربي و تطمح إدارة الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي للقيام بدورها الفعال و الإيجابي في تلك المهمة من خلال تطوير و تعريب أرقى المعايير المهنية في المملكة المتحدة و إعادة صياغتها بما ينسجم مع متطلبات و احتياجات الواقع في الوطن العربي الكبير من المحيط إلى الخليج.
للولوج الى الاكاديمية المرجو النقر على الرابط التالي : الأكاديمية العربية البريطانية.